U3F1ZWV6ZTIyNzM3NTk1MDI1MDYwX0ZyZWUxNDM0NDg0MTA4MTEyNQ==

ما الفرق بين نقل التكنولوجيا و سرقة الملكية الفكرية؟


ما الفرق بين نقل التكنولوجيا و سرقتها؟


Apple مؤسسة


في 2019، تم رصد تسريب للبيانات من طرف إحدى المهندسين من أصل صيني يعمل منذ 3 سنوات في مشروع تيتان للسيارة ذاتية القيادة لدى شركة آبل.  حيث سرب بيانات المشروع غاية في السرية لاسلكيا الى الحاسوب الشخصي لزوجته في الصين، بعد التحري في تلك البيانات (40 جيغابايت)، تبين انها تعود لتكنولوجيا السيارة ذاتية القيادة التي تطورها آبل الأمريكية!. و بالطبع القي القبض عليه في المطار متجها نحو الصين للعمل في شركة اكس موتورز الصينية الناشئة لانتاج السيارات الكهربائية. و بدأت الشكوك حوله بعد أن صرح لمسؤوله التقني انه بصدد العودة إلى الصين لزيارة أحد اقربائه المريض. و حسب رواية مكتب التحقيقات الفيدرالي الإمريكيFBI فإنه تم توقيف ستين شخص خلال آخر 5 سنوات بتهمة التجسس التجاري (المصدر: قناة الشرق الوثائقية).

حقوق الملكية الفكرية في القانون الدولي

الملكية الفكرية هي فئة من الممتلكات التي تتضمن الإبداعات الفكرية للعقل البشري.تعترف بعض الدول بالعديد من أنواع الملكية الفكرية أكثر من غيرها. الأنواع البارزة هي حقوق النشر، وبراءات الاختراع، والعلامات التجارية، والأسرار التجارية

ان الطريقة الشرعية للتقدم  هي الاعتماد حصريا على النفس في تطوير أي تكنولوجيا أو براءة اختراع من طرف المؤسسات الناشئة. و لا شك أن تحويل البيانات و المعلومات التقنية لأي جهاز أو اختراع بدون اذن و موافقة صاحبه الأصلي يعد سرقة و جريمة فكرية يعاقب عليها القانون و هذا متعارف عليه في كل الأعراف الدولية، و لكننا نتسائل ما الدافع الذي جعل الصين ترسل جواسيسها الى قلب  الصناعات الأمريكية الحساسة كتكنولوحيا الرقائق الإلكترونية و الذكاء الصناعي، اليس هو احتكار بعض الشركات الأمريكية للتكنولوجيا الفائقة و فرض التكاليف الباهضة لمنح التراخيص الفكرية للدول النامية و على رأسها الصين؟!. بغرض احتكار التكنولوجيا و الإحتفاظ بصدارة امريكا في العالم اقتصاديا و سياسيا. و افضل مثال على ذلك ما حدث مع شركة هواوي الصينية و المحاولات الصارمة للإدارة الأمريكية منع وصول تكنولوجيا صناعة المعالجات الأقل من 10  نانو الى الصين، عبر الضغط على الشركة الهولندية الوحيدة لصناعة آلات صناعة تلك المعالجات المتطورة.

على كل حال تسريب المعلومات التجارية و التقنية لأي منتج بغير إذن صاحبه يعد جناية قانونية و ارفضها بشدة، و لكن تختلف سياسة كل دولة في أحكامها و عقوباتها، فقد تصل العقوبات في الولايات المتحدة الأمريكية الى اكثر من عشر سنوات سجن اذا ثبت ذلك. 



نقل التكنولوجيا في العالم العربي و الاسلامي

العالم العربي و الاسلامي على غرار الدول النامية لا زال الى اليوم متأخر بعقود عن ركب آخر الإصدارات التكنولوجية في معظم الميادين كالاتصالات و الذكاء الصناعي السمة البارزة في هذا العصر، و لكن تتباين هذه الفجوة بين الدول الاسلامية، و باختصار فقد قلصت الفجوة التكنولوجية على غرار اندونيسيا و تركيا و ماليزيا و قطر و بعض دول الخليج. رغم ان مئات الآلاف من نخبة العلماء العرب والمسلمين مقيمون في الدول الغربية يعملون في كبرى مخابر الجامعات و المصانع في أمريكا و اوروبا منهم 4 آلاف من الجزائر فقط كبلقاسم حبة و يوسف تومي في الروبوتيك..، و نتسائل لماذا لا تستفيد دولهم الأصلية من خبراتهم عبر نقل التكنولوجيا بالطرق الشرعية. و للأسف اما ان تجد دكاترة كبار في تخصصات تقنية خارج الوطن و لكنهم فقراء من ناحية الآصالة الإسلامية، و إما أن تجد متعصبين رافضين للحداثة و العلوم باسم الدين للأسف، و خير الأمور أوسطها و الاسلام المعتدل بريئ من ذلك التعصب.

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي و الحوسبة الكمومية

و في هذا السياق لم تخفي حكومات الاتحاد الأوربي عبر اجتماعهم الأخير مخاوفهم نحو امتلاك الصين لثلاث تقنيات فائقة التطور و هي الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الكمومية و التكنولوجية الحيوية.
 و تكمن خطورة ذلك في تسريبها الى ايدي غير نزيهة كتمكن الهاكرز من فك تشفير البيانات الحساسة عبر الحوسبة الكمومية.
و في هذا السياق فإن صناعة السيارات ذاتية القيادة تقلص من حوادث المرور، كما توفر مئات ملايير الدولارات من تكاليف الوقود. و لكنها لا زالت تثير مخاوف السائقين و هي في صدد الاختبار.
                                       






تعديل المشاركة
author-img

آفاق 21

مولود بدولة الجزائر ،مهندس تطبيقي في الاتصالات السلكية و اللاسلكية. الجزائر.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

لديك تعليق ارسله هنا:

الاسمبريد إلكترونيرسالة