U3F1ZWV6ZTIyNzM3NTk1MDI1MDYwX0ZyZWUxNDM0NDg0MTA4MTEyNQ==

حضارات ما قبل التاريخ، سر الطاسيلي بالجزائر

آخر تحديث: 13 02 2024

 حضارات ما قبل التاريخ و التكنولوجيا

الزمن الأول

                            جبال الطاسيلي جنوب الجزائر

مقدمة

قبل الخوض في بحثنا و للأمانة العلمية يجب ان أوضح بعض الأصول في دراسة و طرح المباحث التاريخية، و تكمن في الموضوعية أثناء تحري النظريات و التحقيق في الفرضيات الأقرب إلى الصحة و الصواب بناءا على الأدلة العلمية الثابتة و الشواهد الحقيقية، و سأعرض عن ذكر الفرضيات الضعيفة التي تفتقر الى سند من العلماء الراسخين أو الأدلة الواضحة كالأفكار الخرافية التي راجت في الثقافة الشعبية .

يسود غموض حول فترة ما قبل التاريخ التي تمتد إلى قبل عشرات الآلاف من السنين من الآن، حيث تشير العديد من الآثار (سأوضحها لاحقا على غرار الأهرامات) و الشواهد المكتشفة في قرننا الحالي إلى حضارات غامضة توصلت إلى قدر كبير من التقدم العلمي وذلك سواء قبل طوفان نوح عليه السلام أو بعده. و أنا بصدد تأليف كتاب مفصل حول من بنى أهرامات مصر و كيف؟ بحول الله.و اذكر في هذا السياق على سبيل المثال لا الحصر ما تم اكتشافه مؤخرا في جنوب تركيا من آثار لمدينة 

جوبكلي تبه تحت الأرض  بها اعمدة على شكل  حرف T ، و المثير فيها عمرهاةالمقدر ب حوالي 9000  سنة قبل الميلاد!، حيث من المفروض حسب الأثريين أن تلك الفترة بدائية ولا تحوي أي حضارة.

 و لكن  معظم حضارات بعد الطوفان  اندثرت فجأة في ظروف دراماتيكية. و لا أدري هل هذا التعتيم عنها راجع لقصور و عجز المؤرخين و علماء الآثار عن الكشف عن الأدلة المتعلقة بها أم هو راجع لإيديولوجيا فاسدة و خلفية غير موضوعية حيث ركزوا على الفترة منذ ثلاثة آلاف سنة ق.م فقط، و أستثني بعض العلماء النزهاء.

من الحقائق التي ينبغي أن تعلمها ان الله أنزل آدم عليه السلام عالم بأسماء كل شيء (كما ورد في سورة البقرة) و علينا مسؤولية توعية الأجيال الصاعدة حول ما راج منذ اكثر من قرن حول نظرية انسان الكهف البدائي المتمخضة عن فلسفة أيديولوجية للمدرسة الغربية، و قد ألفت كتاب اكاديمي حول هذه المسألة التفاصيل على الرابط: أصل الإنسان بين العلم و الدين    


آثار الطاسيلي بالجزائر


منحوتات لحيوانات  و مخلوقات غريبة على كهوف الطاسيلي
منطقة الطاسيلي تقع على هضبة يزيد علوها عن 2000 م عن سطح البحر بالجنوب الشرقي للصحراء الجزائرية بولاية ايليزي حاليا. و تعد من أروع المناطق السياحية بالعالم و ليس فقط في الجزائر حيث صنفتها اليونسكو عام 1982 ضمن التراث العالمي، حيث ذهب أكثر الجيولوجيون إلى كون هذه المنطقة خصبة و غنية بالعشب و السافانا و الأنهار قبل 9000 آلاف سنة ق. م، و تدل عليه منحوتات الفيلة و الزرافة و غيرها من الحيوانات التي لا تعيش إلا في السافانا الرطبة. 

 و الملفت لانتباه الأثريين و المؤرخين العثور منذ عام 1900 م على منحوتات عل الصخور و الكهوف عمر اقدمها يصل الى قبل 20 الف سنة! اي اقدم من الحضارة المصرية. و صور غريبة لكائنات لا تشبه البشر و هي مصنفة كاقدم مرحلة للرسومات و تدعى رجل الراس المستدير و العين الواحدة و حيرت العلماء حتى ان الكثير من الباحثين اعتبرها رسومات لمخلوقات فضائية زارت الأرض في ما قبل التاريخ! و هذا تفسير ضعيف بلا أدلة قوية. و على خلاف المعهود فان الرسومات الاحدث منها اقل تقدما و تبدو بدائية!(عكس فرضية التطور البشري). و لحيوانات عاشت منذ أزيد من 10 آلاف سنة أي لفترة ما قبل التاريخ الغامضة.

حيث قام باكتشافها مرشد محلي من قبائل الطوارق يدعى جبريل محمد مشار  مع الضابط الفرنسي برنان ثم وثقها هنري في كتابه عام  1956.

و الذي يهمنا في هذا السياق هو ماهية هؤلاء المخلوقات المرسومة على جدر الكهوف ، و اختلف العلماء و المؤرخون في ذلك ، واذا اعرضنا  عن هلاوس الغرب المتعلقة بالفرضية الضعيفة لاطلنتس و الفضائيين فمنهم من رجح كونهم مخلوق آخر عاش قبل ظهور الإنسان أي قبل آدم عليه السلام و يشير إلى هذا الحوار السماوي الكبير بين الملائكة و الله عز و جل مفاده استفسار الملائكة حول مغزى خلق البشر في الأرض (القصة المذكورة في سورة البقرة). و قد جاء في التفاسير عن ابن عباس نقلا منه عن أهل الكتاب أنه كان يسكن الأرض فبل الإنس و الجن مخلوقات تدعى الحن و البن ثم حاربتهم و قضت عليهم الملائكة.  لكن ارجح ان حضارة متقدمة ازدهرت في فترة ما قبل اكثر من 10 آلاف سنة في هذه المنطقة ثم اندثرت كما حصل لحضارات قبل الطوفان في مصر و باقي العالم في ما قبل التاريخ.كما ذهب الى هذا الرأي الدكتور راغب السرجاني و الكثير من العلماء.

 و الله اعلم.

 

بعض شواهد التقدم العلمي للزمن الأول

 طالع أسرار أهرامات الجيزة بمصر.

توابيت السرابيوم  الذي اكتشف في القرن التاسع عشر من اكثر الغاز مصر القديمة ، حيث المنطق ينفي تماما امكانية بناءها في انفاق ضيقة بالأدوات البسيطة البدائية.

ظهرت منذ ثمينيات القرن الماضي مدرسة جديدة مدعمة بالوسائل التكنولوجية و لا تعتقد بالنظرية التقليدية التي تزعم بحمل المصريين القدماء منذ حوالي  2500 ق.م  للصخور الضخمة و نحتها و بناء أهرامات الجيزة (المشهورة)، لأن هذا ينافي العقل و يكاد يستحيل بالأدوات البسيطة كالازميل و الزلاجات الخشبية المنتشرة في عهد الأسرات، و نظرا كذلك لدقة قطع بعض التوابيت من الغرانيت التي لا يقدر عليها إلا بتقنية الليزر!.

و هذا صحيح، بالإضافة إلى أدلة القرآن حيث ذكر لنا أقواما كانوا على قدر هائل من الحضارة و العمران كعاد و ثمود بالجزيرة العربية و ذلك بعد طوفان نوح عليه السلام أي قبل التاريخ المتعارف عليه(2500 ق.م)  بآلاف السنين، كما يعتقد الكثير من الباحثين المسلمين كاحمد عدلي و الأستاذ المصري سمير عطا الذي يرجح نظرية بناء قوم عاد للأهرامات نظرا لحجمهم العملاق، و لكن هناك من ينتقد هذه النظرية لأن المفسرين الأوائل رجحوا أن قوم عاد باليمن في الأحقاف، و لم يعثر إلى الآن على آثار عظام و هياكل هؤلاء العمالقة بمصر،بل يرجح معظم الأثريون إن الجزيرة العربية سواء في الربع الخالي أو شمال السعودية هي الموطن الأصلي لمدينة ارم ذات العماد الغامضة، و قد سلط الضوء منذ 2017 على اكتشاف مثير طوله يصل الى 600 متر على أشكال مستطيلات بمنطقة العلا شمال غرب السعودية اكتشاف المستطيلات بمحافظة العلا شمال السعودية(مجلة سبق)

أقول إن قوم عاد و الأقوام الأخرى بعد نوح حق بدليل القرآن و لكن ربطهم ببناء أهرامات مصر بحاجة إلى أدلة أثرية، و لا أعلم إلا بوجود بعض الشواهد على غرار بيضة عمرها  أكثر من 4000 سنة ق.م مرسوم عليها أهرامات الجيزة الثلاثة بجانب نهر النيل! و هي معروضة بمتحف القاهرة. فعلى المسؤولين و خبراء الآثار البحث الجاد بالوسائل التكنولوجية في مصر أو جنوب الجزيرة العربية  لعلهم يكشفون عن هذه الأسرار التاريخية. و الله أعلم.

و لا يفوتني في هذا السياق ذكر تفاصيل غامضة لقارة انتراكتيكا (القطب الجنوبي) ورت في خريطة لرحالة عثماني يدعى بيري رايس في القرن السادس عشر، و الغريب في الأمر انها تصف معالمها بدقة الأقمار الصناعية!.

 *الدكتور سمير عطا باحث مصري مهتم بالإعجاز العلمي في القرآن و السنة و اصدر ابحاث مفصلة  من ألمانيا  ومصر منذ تسعينيات القرن الماضي حول تاريخ الحضارة المصرية القديمة و الأهرامات و صاحب كتاب "الفراعنة لصوص الحضارة" عام 1996.


الخاتمة:

يبدو من خلال الدراسة  الموضوعية لتاريخ الانسانية و الادلة و الشواهد الاثرية ان التقدم التكنولوجي ليس حصري على عصرنا الحالي، بل ظهر بشكل اكثر تقدما من عصرنا و ذلك في الزمن الأول قبل طوفان نوح عليه السلام و بعده بقليل. حيث عاشت و ازدهرت حضارات عالية التقدم العلمي  و من بينها حضارة انتشرت في منطقة الطاسيلي بجنوب الجزائر ، ثم اندثرت فجأة اثرى كوارث غامضة و هذا لا شك فيه بدليل القرآن الكريم. ثم زالت الحضارة و بدأت الحياة البدائية الى غاية الظهور الثاني للتكنولوجيا في زمننا. و الله أعلم. 

 




 

 


تعديل المشاركة
author-img

آفاق 21

مولود بدولة الجزائر ،مهندس تطبيقي في الاتصالات السلكية و اللاسلكية. الجزائر.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

لديك تعليق ارسله هنا:

الاسمبريد إلكترونيرسالة