U3F1ZWV6ZTIyNzM3NTk1MDI1MDYwX0ZyZWUxNDM0NDg0MTA4MTEyNQ==

هل اخناتون هو ملك التوحيد في زمن يوسف (ص)؟

ابسم الله الرحمان الرحيم.


 اخناتون  و التوحيد




أهرامات الجيزة




مقدمة: 

اشتهر عند المؤرخين و خاصة رجال الدين أن معظم ملوك و فراعنة مصر جبابرة ، و تكبروا  عن آيات الله و عباده إلا هذا الملك الذي نحن بصدده الذي يرجح بعض المؤرخين انه "اخناتون" ، الذي أحدث طفرة في ديانة مصر القديمة عبر إلغائه للآلهة المتعددة و إقراره بالتوحيد . فما هو السر من وراء هذا التغير الجذري و أي توحيد نادى به؟ و ما علاقته بيوسف عليه السلام؟

نبذة عن أصل اخناتون:


صورة تمثالية لاخناتون
اخناتون
1369 1354 ق.م

هو من الأسرة الثامنة عشرة التي حكمت مصر  منذ سنة 1369 قبل الميلاد إلى غاية 1354 ق.م أي 17 سنة .غير اسمه من امنحوتب الرابع إلى اخناتون أي المخلص للإله الواحد ، زوجته "نيفرتيتي" و حسب نتائج أبحاث 2010 فإن ابنه هو" توت عنخ أمون" الذي اكتشفه عالم الآثار كارتر في عشرينيات القرن الماضي 1922 بوادي الملوك في الأقصر ثم تم نقل آثاره سليمة إلى متحف القاهرة الجديد مؤخرا  .
عاصمته "العمارنة" بعد ما كانت طيبة الشهيرة.



 موجز قصة يوسف عليه السلام:
و الذي لا شك فيه حسب القرآن الكريم أن الملك في زمن يوسف عليه السلام قد أذعن لرسالة التوحيد ، قال الله عزو جل  ( و قال الملك أتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين . قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم) "يوسف 54-55"، و قال عز وجل (و لما بلغ أشده آتيناه حكما و علما و كذلك نجزي المحسنين) "يوسف 22" أي كما جاء في تفسير القرطبي لما تأكد ملك مصر من براءة يوسف عليه السلام مما إتهمته امرأة العزيز "زليخة" بالباطل ثم اعترفت بذلك، بعدها مكنه في وزارته أي صار وزيرا له ، يتولى خزانة مصر بعدما رأى فيه صفات الأمانة و الصدق و الكفاءة ،خاصة بعدما تمكن من تأويل رؤيا الملك المشهورة ( رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف و سبع سنابل خضر و أخر يابسات ) أي سبع سنوات رغد ثم تليها سنين القحط ثم يأتي عام يغاث فيه الناس...
و اود هنا ان انبه إلى رسالة هذه القصة القرآنية إلى كل مسؤول يتولى شؤون التخطيط للدولة ،أن تكون له نظرة استشرافية مدروسة في جميع مخططاته المستقبلية.
وبالعودة إلى موضوعنا الأصلي ، فقد استجاب هذا الملك الصالح حتى لدعوة يوسف عليه السلام العقائدية و هي بالطبع نفس دعوة اجداده إلى إبراهيم عليه السلام أي توحيد عبادة الله وحده لا شريك له و ابطال ألوهية جميع ما كان يعبد في مصر "امون..."التي لا أصل لها إلا تقليد الخرافات. قال الله عز و جل :( أارباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) "يوسف". و هذا ما جعله في صراع مع كهنة المعبد الجهال و المشركين. و هذه القصة واردة أيضا في كتب اهل الكتاب الأصلية (الغير محرفة) ؛ التوراة و الإنجيل.
مما جعله ينقل عاصمة مصر "طيبة " الشهيرة الآن بآثارها إلى عاصمته الجديدة "تل العمارنة" و سمى الهه الجديد "اتون" ، و لكن بعد موته خربها رجال المعبد و من جاء بعده من الفراعنة الجهال.

  • الأدلة العلمية الأثرية

اختلف المؤرخون حول زمن سيدنا يوسف عليه السلام و علاقته بأخناتون:
 _ فقد رجح عدد كبير من المؤرخين و الأثريين منهم الأثري و الباحث المصري الشهير "زاهي حواس "على ان يوسف عليه السلام عاصر عهد الملك "زوسر" في مصر القديمة بدليل و جود ادلة أثرية تشير إلى المجاعة و الجفاف الذي حدث في عصره و الذي مس مصر و الشام و بعض المناطق الأخرى ، الأمر الذي يتفق مع رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام.
_  ذهب فريق آخر خاصة من المستشرقين و المؤرخين الغربيين إلى ان يوسف (ص) هو امنحوتب (اخناتون) أو عاش في عصره  بدليل على انه اول من نادى بالتوحيد و ابطال الآلهة المتعددة. و لكن هذا الرأي مرفوض من قبل اكثر المؤرخين المسلمين مثل رمضان عوض أستاذ التاريخ في جامعة عين شمس بمصر لأن القرآن ذكر لقب ملك في قصة يوسف (ص) و هذا يناقض لقب فرعون الذي اول من تسمى به هو اخناتون. ثم إن صورة و ملامح تمثال اخناتون لم تكن بذلك الجمال الموصوف في القرآن و الذي فتن الأميرات المصريات.
و هنالك من يرى ان يوسف (ص) عايش عصر الهكسوس القادمين من خارج مصر ، حيث ان اغلب آثار عصر يوسف عليه السلام تم طمسها و تخريبها من طرف الملوك و فراعنة مصر بعده بعد ان طردوا الهكسوس و جعلوا ذرية بني إسرائيل عبيدا لهم كما في عصر موسى عليه السلام.
أقول هذا الذي يحدث في أغلب فترات التاريخ خاصة القديم حيث ان أغلب أقوام الأنبياء لم يكونوا مؤمنين برسالتهم التوحيدية فلم يتركوا شواهد تفضحهم و تكون حجة عليهم لآثار أنبيائهم ، مما عقد مهمة الباحثين و الأثريين لندرة الأدلة. و لكن رغم هذا لايزال يوجد بعض الشواهد و لله الحمد تحتاج إلى المزيد من التنقيب. 
   

الخاتمة :

إنه مما لاشك فيه بدليل القرآن الكريم أن قصة يوسف عليه السلام و علاقته بعزيز مصر حق بلا ريب ، و إنما تأويلها على اخناتون أو أحد ملوك مصر المعينين فهذا لانجزم به إلا ما رجحه علماء الآثار الموثوقين حسب أدلتهم الأثرية. و يظهر لي أن ملك زمن يوسف عليه السلام هو ليس فرعون و قد يكون أحد الملوك قبل اخناتون كما ذهب إليه العالم زاهي حواس . و لا زالت الأبحاث عن الحفريات قائمة حيث أن 30% من الآثار المصرية تم اكتشافها و 70 % لم يكتشف بعد  .و الله أعلم .
تعديل المشاركة
author-img

آفاق 21

مولود بدولة الجزائر ،مهندس تطبيقي في الاتصالات السلكية و اللاسلكية. الجزائر.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

لديك تعليق ارسله هنا:

الاسمبريد إلكترونيرسالة